بسم الله الرحمن الرحيم

{مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ ۖ فَمِنهُم مَن قَضىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ ۖ وَما بَدَّلوا تَبديلًا}. صدق الله العلي العظيم

🖋 تتقدم جامعة آل البيت (ع) العالمية بقم المقدسة، بأحرِّ التَّعازي وأصدقِ المواساةِ إلى الأمة الإسلامیة جمعاء، وعلى رأسهم القائد المفدى ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد الامام علي الخامنئي “دام ظله الوارف”، بالواقعة الأليمة والمفجعة التي أودت بشهادة خادم الحرم الرضوي المقدس، خادم إمام زمانه وحجته على خلقه، خادم ولي أمر المسلمين القائد الخامنئي المفدى، خادم أبناء شعبه وأمته، خادم عباد الله المستضعفين في الأرض، سماحة آية الله السيد إبراهيم رئيسي” المشمول بألطاف الله الواسعة”، ورفقائه الأبرار “رحمة الله عليهم أجمعين”.

إن هذه الواقعة المؤلمة – أيها المؤمنون – تحمل في طياتها، رسالة عظيمة وخطيرة – بعيدة عن العرقية والقومية – موجهة لكل الأحرار في العالم، لكل من ألقى السمع وهو شهيد، لكل من رأى وشاهد وأعتبر، لكل قلب أفعم الله قلبه بالإيمان وطهره من الذنوب والأدناس، حادثة لا تكاد تقف على طائرة تحطمت وتلاشى أهلها، بل هي إيقاظ لتلك القلوب الميتة، والأفكار المتسممة، والرؤى المتلاطمة، التي إنزلقت في مستنقع الضلالة والغفلة، وسقطت في شرك الشيطنة والنقمة، وتحسب أنها تحسن صنعاً، وفكراً، وعملاً.

تلك الفاجعة تخبرنا عن رجل، بل رجال لم تأخذهم في اللهِ لومة لائم، ولا صيحة صائح، ولا صرخة صارخ، رجال لم يتوانوا عن طاعة ربهم وطاعة نبيهم وطاعة أوليائهم وطاعة من أمر الله باتباعهم والتمثل لأمرهم، طرفة عين، رجال آمنوا بربهم فزادهم اللهَ رحمةً، وعلماً، وهدى، رجال استشهدوا في سبيل الحق وخدمة العباد والخلق، رجال كانوا وما زالوا يجسدون في سلوكياتهم وأفعالهم، قيم الدين ومبادئه، ورونق الإسلام وأصالته، ونهج قائم آل محمد وشريعته، فسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثوا أحياءً، وهنيئاً لهم مقام الرفعة والشهادة، بما عملوا فنعم عقبى الدار، وهنيئاً لمن إختطى بخطاهم، وانتهج بمنهجم، وركب برحلهم.

نسأل الله تعالى، أن يحشرنا وإياكم مع هذه الثلة المؤمنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، مع من أشربت قلوبهم عشق محمداً وآل محمد الطيبين الطاهرين، والحمد لله رب العالمين، والسلام على من اتبع الهدى، وأُلهم الطاعة والتقوى.